jeudi 28 juin 2007

صاحب مكتبة ابن سينا يحظى بوسام الآداب والفنون الفرنسي

صاحب مكتبة ابن سينا يحظى بوسام الآداب والفنون الفرنسي
الوسام تكريم لحضور الكتاب العربي في فرنسا
جريدة القدس العربي
عبد الإله الصالحي باريس
أدونيس ودرويش من زبائنه المنتظمين. صبحي حديدي صديقه وسركون بولص من معارفه. وغالبية الكتاب والشعراء والفنانين العرب الذين يعبرون العاصمة الفرنسية سبق لهم أن دلفوا إلي مكتبته لاقتناء جديد دور النشر أو لتصفح الكتب التراثية.إنه الكتبي اللبناني هاشم معاوية صاحب مكتبة ابن سينا إحدى أعرق المكتبات العربية في باريس وأكثرها حضورا وإشعاعا الذي قلدته مؤخرا وزارة الثقافة الفرنسية وسام الآداب والفنون الذي تمنحه فرنسا من حين لآخر للشخصيات من عالم الثقافة ونادرا ما يتشرف به أصحاب المكتبات.لم يخف هاشم معاوية حبوره بالوسام الفرنسي عندما زرناه بهذه المناسبة واعتبر المبادرة تشريفا للكتاب العربي وحضوره في الساحة الثقافية الفرنسية أكثر مما هو تكريم له ولجهده كمكتبي. ورغم أن عمرها لا يتجاوز ثمانية عشر عاما فمكتبة ابن سينا نشيطة ومتميزة بتعاملها مع اغلب دور النشر العربية التي تمدها بالعناوين الجديدة حال خروجها من المطابع بحيث أن القارئ الباريسي لا يجد عناء في العثور علي آخر الإصدارات التي يقرأ عنها في الصحف العربية أو يسمع عنها في وسائل الإعلام. وإذا كانت مكتبة ابن سينا تتمتع بسمعة جيدة لدي هواة القراءة فلأنها تستفيد من موقعها الاستراتيجي علي مقربة من معهد العالم العربي في باريس وهو قطب جذب هائل للجمهور العربي والفرنسي المهتم بشؤون الثقافة العربية الذي يحج إليه من مختلف أنحاء العالم. كما أن وجود مكتبة ابن سينا في قلب الدائرة الخامسة قرب المعاهد الجامعية ومؤسسات البحث العلمي يقربها من دوائر الطلاب العرب والمستشرقين الذين يستهلكون الكتب العربية بكثرة. هذا بالإضافة إلي أن الزائر للمكتبة لا بد وان يصادف من حين لآخر كاتبا أو فنانا عربيا سواء من المقيمين في باريس أو العابرين منها في زيارة خاصة أو تلبية لدعوة ما للمساهمة في إحدى نشاطات معهد العالم العربي أو إحدى المؤسسات الفرنسية الأخرى مما يضيف الى المكتبة نكهة خاصة تثير فضول الزائرين. هاشم معاوية كتبي ثرثار بالمعني الايجابي للكلمة. وغالبا ما ينسي الكتب وينخرط في نقاشات حامية ومتشعبة مع زبنائه حول القضايا السياسية الراهنة وهو أحيانا يندم علي ذلك لأن الزبناء ليسوا كلهم ملزمين بمعرفة قناعات وآراء صاحب المكتبة خصوصا حين تتعارض مع آرائهم. لكن أخبار الحرب الأمريكية البريطانية علي العراق وفناجين القهوة المتلاحقة توتر أعصابه وتدفعه للحديث بشكل لاإرادي مع أول زبون تطأ قدماه المكتبة. وككل أصحاب المكتبات المحترفين ينقض معاوية أحيانا علي الزوار ولا يترك لهم المجال ليخرجوا من المكتبة إلا وهم محملون بكيس بلاستيكي مليء بالكتب مثل تلك الزائرة الأمريكية المستعربة التي صادفتها عنده والتي جاءت بحثا عن موسم الهجرة إلي الشمال للطيب صالح لتخرج من المكتبة بعد نصف ساعة محملة برواية عرس الزين وبرواية دنيا زاد للكاتبة المصرية مي تلمساني وأيضا، من دون أن ندري كيف أقنعها، بـ الجبل الصغير لإلياس خوري ! وتبقي ميزة هذا الكتبي العصامي أنه علي شاكلة الكتبيين الفرنسيين يحرص علي قراءة ما يعرض من كتب وحين يتعدى بعضها اهتمامه فانه يستعينُ بأصدقائه من الكُتاب والباحثين الذين ينصحونه بجلب نسخ من ذلك الكتاب أو ذاك. هذا بالإضافة إلي أنه يداوم علي قراءة الصفحات والملاحق الثقافية العربية حتي يبقي في الصورة ولا تفاجئه طلبات الزبناء. وحين نسأله إن كانت مهنة الكتبي لا تجلب له بعض المتاعب خصوصا وانه سبق وأن تعرض لاعتداءات من طرف عناصر تابعة لليمين المتطرف الفرنسي ولمضايقات من بعض الإسلاميين المتعصبين يتفادى الجواب ويغير الموضوع. لكن يبدو أن صورة تشي غيفارا المعلقة في جدار المكتبة مؤشر كاف علي سبب المضايقات التي قد يتعرض لها. وحين نسأله عن أطرف ما عاشه ككتبي يروي لنا كيف أنه ارتكب خطأ قاتلا ذات يوم حين تضايق من الوجود المطول لأحد الشيوخ الذي يرتدي ثيابا رثة علي شاكلة المتسكعين الباريسيين ظل متسمرا قبالة جناح الكتب الفلسفية لمدة ساعة يتصفح الكتب بصمت من دون أن ينبس بكلمة واحدة. كدت أطرده لكنه بادر إلي التعريف بنفسه مشيرا بسبابته الى رف كامل من الكتب: إنها كتبي، واسمي عبد الرحمن بدوي! . وفي جعبة معاوية الكثير من النوادر والمعلومات الطريفة عن كبار الكتاب العرب. فمنه عرفنا مثلا أن الشاعر محمود درويش عندما كان يقيم في باريس كان يأتي إليه بانتظام بحثا عن أمهات الكتب العربية والمؤلفات التراثية في حين أنه لم يشتر منه ولو مرة واحدة مجموعة شعرية حديثة. كما عرفنا منه أن الكُتاب ليسوا بالضرورة قراء نهمين كما أن بعضهم غالبا ما ينسي تسديد فواتيره. لكن هاشم معاوية لا يريد إعطاءنا قائمة بأسماء هؤلاء ولو علي سبيل المزاح لأنه يعتبر الكتاب فصيلة خاصة تستحق أن يغمض عينيه علي بعض تجاوزاتها . لكن ألم يسبق له أن حلم بالعبور الى الضفة الأخرى وكتابة مؤلف يري عليه اسمه وتوقيعه؟ لا، قطعا لا. أنا كتبي فقط ومهنتي تتلخص في التوسط بين الناشر والقارئ ومتعتي تكتمل حين يجد القارئ ما يصبو إليه علي الرفوف لكنه يضيف بلهجة بعلبكية ماكرة: هناك ما يكفي من الكتب الرديئة في السوق ولا حاجة الى إضافة عنوان رديء آخر!

بطاقة: هاشم معاوية
1957 الولادة في مدينة بعلبك اللبنانية
1982 الهجرة الى فرنسا والاستقرار في مدينة ليون من اجل متابعة الدراسة الجامعية
.1985 افتتاح مكتبة ابن سينا في باريس مع زوجته
.1994 افتتاح فرع فرنسي للمكتبة بنفس الحي
.2003 الحصول علي وسام الجمهورية الفرنسية للآداب والفنون
. 2003/03/26

2 commentaires:

ريتا خوري a dit…

سلام
صحيح أن عنوان المدونة مزحة لكن المزاح يحتوي دائما على كم كبير من الجدية و كم كبير من الحقائق
كل شيء يوحي بأن خطوات هذه المدونة ستقودنا إلى عالم الكتب و الثقافة في زمن هزلت فيه الأشياء و هذا أمر يدعو إلى التفاؤل
بودي تقديم اقتراح أو أكثر
لو من الممكن وضع لائحة الاصدارات الجديدة في أعلى الصفحة و ليس في أسفلها و هناك امكانية إضافة صور للكتب المروج لها أيضا
بودي أن أقول أن المرور بمكتبة ابن سينا مغر أكثر بوجود مالكها
فهو شخصية متميزة في كل حالاته الدبرسة و السرور
مكتبة ابن سينا واحد من الوجوه العربية التي تبعث على البهجة في باريس
ننتظر المزيد في هذه المدونة

avicenne a dit…
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.